أتظن أنها اكتشافات غربية ؟ .. لا بل عربية
اكتشافات فكرية ترسم شكل الحياة صدرت من أفواه العرب ونسبت للغرب حين جددوها او اكتشفوها مرة أخرى من بعدنا
كثيرٌ مما صدر عن العرب صدورًا أوليًا يُنسب أخيرًا للغرب الذين أحرقوا من علم المسلمين مليون و 500 ألف مجلد ولا تستغرب ضخامة العدد لأني حتى أقول لك أنها مجلدات وليست كتب فعد الكتب أكثير بكثير جدًا وأعلل ذلك العدد بأن المسلمين مكثوا في تلك الأرض ثمانية قرون شيدوا بها من عجب الحضارات ما شيدوا، فما أقتصر ذلك على الكتب فقط، فقد قتّلوا من المسلمين الملايين ممن اشتدت قلوبهم وتمسكت بالإسلام، وغيرهم ممن أُجبروا على التحول للمسيحية فخسروا الأرض والآخرة ذلك لأن الملك فيليب الثالث بعد 17 سنةً من سقوط الأندلس قام بطرد الموريسكيين الذين قاموا بالتنصر لشمال إفريقيا المسلم.
أم التتار الذين دمروا أعظم مكتبة عرفها العالم وقتها، حين رموا كتب المكتبات البغدادية كلها في نهر دجلة ليتغير لون النهر حينها للأسود من الحبر والمداد، ومن مَهولة عددها كان الفارس التتري يمشي على النهر مشيًا على تلك المجلدات الضخمة.
ولو أن الفرق هنا تمثل في قومٍ أذكياء استغلوا ما نهبوا وإن كانوا مجردين الأخلاق، وقومٍ اعتباطيين يعيشون للدمار والعبثية أو باختصار «عبيطين» التي بالمناسبة تعني باللغة المصرية القديمة شخصية الحمار. لا يمكن نفي ذلك الدمار المأسوي في حق العلم البشري فالعرب وجدت فيهم الصفات التي تمكنهم من العلم الكثير مما يفتح لهم آفاق التعمير والنهوض ويطمّع عدوهم بما حصدوا فنسبت كثير من الابتكارات والاختراعات والمؤلفات الفكرية المعنوية والحسية لغير مستهليها، فللعرب الكثير من الحصاد العلمي الذي لم يتم نسبته لهم وطُمس ما فعلوا بكثير من ذلك، فنظريات تقوم عليها مبادئ الفلسفة والفكر الحديث أبتدعها العرب وسرقها الغير أو طوَّرَ عليها دون ذكرهم وأبرزها :
نظرية التطور
فبالرغم من تعارض مبادئها الحديثة مع رواسخ عقلية لدى الكثير وتعدد تأويلاتها لتتناسب مع مرجعية فكرية أو دينية تظل تلك النظرية من أباطرة الفكر الحديث حيث طورها العالم تشارلز داروين فكانت موجودة سابقًا في الثقافة اليونانية وقد ذُكرت لهم، ولكن لم يتم أبدًا ذكر دور الثقافة العربية في ذلك ففي كتاب “الحيوان” للجاحظ يقول فيه بأن الحيوان في صراعٍ دائم مع أقرانه على الحياة فمن يمتلك منهم صفات تمكنه على البقاء أكثر يمتلك الغلبة ويتكاثر ويسود فتنتقل لذريته الصفات الناجحة ليتغير الحيوان عبر ما سمَّاه هو أيضًا الانتقاء الطبيعي ويعثر على الطعام فلا يكون فريسةً لغيره. ورسائل إخوان الصفا وخلَّان الوفا الـ 52، التي ترى خلق الموجودات بسلسلة منتظمة وأن الإنسان جزء من تلك السلسلة التطورية أو الخلقية أو الوجودية.. فيعد حيوانًا إلا أنهم وصفوه بـ”أشرف الحيوان” لأنه يتميز بالنطق والانتصاب على اثنتين. وفي كتاب “حي بن يقظان” ذُكرت عملية التطور بشكلٍ بدائي ولا ننسى أيضًا ابن خلدون والقزويني بكتاب “عجائب المخلوقات”. فحتى السرد عجز عن الوفاء بحق كل عنصر مما ذكر اختصارًا، وتختزل كل تلك المعارف في إبداء عدمها!
حتمية فناء العالم المثالي(يوتوبيا)
في العام 1973 تقدم جون كالهون بدراسة تفصِّل عمَّا أنتجت تجاربه الطويلة الأمد التي أجرى منها 25 تجربةً تختبر العالم اليوتوبي(المثالي) فسميت تجربة “الكون 25”.. وكلها اتفقت في مصيرٍ واحد لتلك العوالم وهي الفناء الحتمي ابتداءً من الموت الروحي المتمثل في رفض السلوكيات الغرائزية الفيسيولوجية التي تضمن استمرارية الحياة وبداية سلوكياتٍ انحرافية وصولًا للموت الجسدي التابع لذلك، ليُستنتج من ذلك أن الازدحام المفرط واشباع الشهوات التام وإن كان ظاهريًا يؤدي للفناء وانهيار المجتمعات المرتكزة على تلك الوتيرة، وذلك مما نراه في بلدان عدة حول العالم وإن تعددت الحلول منها المنطقي الأخلاقي ومنها المنطقي أيضًا الغير أخلاقي لا تزال النتيجة واحدة والوجود تبعًا لذلك يزال.
العجيب في ذلك تفسير الطبري لآية “إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ “ أن المفسرين اختلفوا بتفسيرها وأحد تلك التفاسير كان حرفيًا “هذا مثل ضربه الله للدنيا, إن البعوضة تحيا ما جاعتْ, فإذا سمنت ماتتْ. وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب الله لهم هذا المثل في القرآن: إذا امتلأوا من الدنيا رِيًّا أخذَهم الله عند ذلك.” فحتى وإن ما صح تفسير تلك الآية لها لكن الفكرة بحد ذاتها تحتاج من صائغها مفاتيح الفطنة والادراك بفلسفة الألم فتُنفى فكرة اليوتوبيا من الأساس. فلست أدري سبب عدم ذكر هذا إن كان ذلك لجهل الناس المحض فترى من كان عالمًا يفقه الحديث فقط او عالمًا آخر ما يفقه إلا القديم فقط وانعدام من يجمع بينهما ام عدوانٌ وتهميش، مع ترجيحي في هذه الحالة للخيار الأول
الختام
وفي الختام فإني لا أقول ذلك لأننا عرب فأنتهج ما أنتهجه هتلر من عنجهية حين وصف عرقه العرق الآري بالسامي والأعراق الأخرى بالدنيئة التي حقها الوحيد هو أن تُستعبد لديهم، وأما من نريد صحبته كاليابانيين نسميهم آريين ب
الشرف كـ«ترقيعة» حميدة. بل في حقيقة الأمر الدافع وإن كان دِفاعًا عن حقي كعربي سيظل حتى لو لم أكن، هذا لو عَرفتٌ أصلًا وذاك مما ندر، إثباتًا لحقائق لكي لا تندثر وتجمع فترمى في طيَّات النسيان وذلك ما لا يليق بها كإنجازاتٍ بشريةٍ رفيعة قبل أن تكون عربية.
وهل تظن أن هناك حضارات مرت بما مر العرب به من تهميش لإنجازاتها ؟ أم أننا وحدنا، شاركنا برأيك :
ومنْ لم يذق مُرَّ التعلمِ ساعة تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
-الإمام الشافعي
و في حال أعجبتك التدوينة يمكنك مشاركتها من هنا :
إذا وصلتك هذه النشرة من أحد اصدقائك يمكنك الإشتراك من هنا، فماذا تنتظر ؟
وصلات خارجية مهمة جدًا للاستزادة : [1],[2],[3],[4],[5],[6],[7],[8],[9],[10]
your doing amazing job